هذا البحث مناظرة علميَّة واقعيَّة أثبت مواجهةَ فئاتِ الناس بالبرهان كُلٌّ حسب عقليَّتِه؛ لأنَّ الراجعَ بالبرهان أصحُّ منَ الراجعِ بالسيفِ؛ إذِ الخوفُ قد يَحمِلُ صاحبَه على النفاقِ، وصاحبُ البرهان ليس كذلك.

       ويؤكِّد أنَّ جذور علمِ الكلامِ ـ الَّذي غايتُه الدفاع عنِ الحقائق الإيمانيَّة بطريقٍ عقلانيٍّ مقنعٍ ـ كان موجوداً في القرآن وعلماً مرغوباً كما ظهر من مجادلة إبراهيمَ ـ عليه السلام ـ.

        ويُبصِّرنا إلى معرفة اللهِ بلا إفراطِ الإنكار ولا تفريطِ التشبيه، بل معرفةً تليق بجلاله بأنَّه ليس كمثله شيءٌ.

        ويستعمل مسالك للإقناع حسب طبقات الناس قد يكون بتنبيهِ الإحساس الفطريِّ بلا استعمالِ الاصطلاحات العلميَّة في الاستدلال. وقد يكون باستعمالِ ميزانِ العقلِ والمنطقِ في صورةٍ سهلةٍ، وقد يكون باستعمالِ العقل في صورةٍ دقيقةٍ وهو مسلَكُ الفلسفةِ أو مسلَكُ العقليِّ الغامض والدقيق.