تأتي المقدمات بوصفها لوحة شعرية تتويجًا لمجموعة مداخل نفسية واجتماعية تحكم الوعي لحظة الإِنتاج الإِبداعي، وتحمل المقدمات استعداد الشاعر للإِفصاح عن آمال وتطلعات تبقي المتلقي في تواصل لا ينقطع، ويظل أثرها فيه .وتُعدُّ المقدمات إحدى المفاتيح الأساسية والمهمة في الدخول إلى أعماق النص؛ وهي العتبة الرئيسة التي فرضت على الشعراء للغوص بها، وأجبرت المتلقي على تفكيكها وتفحصها واستنطاقها، وهي بذلك تستهدف اهتمام المتلقي لشدهِ إليها وتجعلهُ على تواصل مباشر بها ليكشف عن غوامضها وأسرارها، ولكل مقدمة جماليتها الخاصة؛ لامتلاكها خصوصية شعرية ميزتها عن غيرها.والمقدِّمة عنصر مميَّز وجزء لا يتجزأ من القصيدة، لها فعاليتها وتأثيرها الذي بهِ تستطيع أن تفاجئ المتلقي من أول وهلة، فيستخدم الشاعر أحاسيسه وحواسه اللمسية والحسية والفكرية والذاتية ومقدرته اللغوية على بناء المقدمة بالصورة التي تحمل الدلالات والتراكيب المؤثرة لتعطي الانطباعات الأولية عما يحملهُ متن النص الشعري.