يتناول هذا البحث العلاقة بين كل من الجسد ومنظومة القيم من منظور ثقافي ، فهو من الموضوعات المعقدة إذ تتداخل فيها الثقافات والتقاليد المتباينة ، يختلف معنى الجسد و وظيفته في الزواج بحسب البيئات الثقافية والدينية ، فيؤدي الى تفاوت كبير في التصورات والممارسات ، ويعدُّ في العديد من الثقافات رمزاً للكرامة والهوية ، وينظر له كأداة للتعبير عن الرغبة والحب ، و وسيلة للقبول الاجتماعي ، ويعدُّ الزواج في العديد من المجتمعات رابطاً بين اسرتين او قبيلتين ، وإن الإطار الثقافي هو الذي يحدد كيفية تشكيل العقد ، من حيث المهر والأدوار بين الزوجين والمهر ، تؤثر العادات والتقاليد في كيفية فهم الجسد داخل إطار الزواج ، فبعض الثقافات تشدد على النقاء والعذرية ، واخرى ترى التعبير الجنسي موضوع طبيعي في العلاقة ، بدأت بعض الحضارات مراجعة نظرتها للجسد والزواج  مع التغييرات الاقتصادية والاجتماعية ، ترتبط القضايا الصحية بهذا الموضوع ايضاً ، فمن الضروري ان يكون الزوجان بصحة جيدة ، وهذا يعكس الوعي الصحي في الروابط الزوجية .

يسلط الموضوع الضوء على أهمية فهم الهوية الثقافية وكيف تؤثر في المعايير الاجتماعية ، فهو يحدد اهداف الدراسة التي تحلل تأثير القيم الثقافية ، و تقديم التوصيات لتعزيز قبول التنوع الجسدي .

تم استخدام منهج دراسة الحالة وهو اسلوب بحثي يستخدم لتحليل موضوع معين ، تسعى الدراسة لفهم اعمق لعلاقة الجسد ومنظومة القيم ، وتقديم توصيات تعزز الوعي الثقافي وتعمل على دعم الصحة النفسية ، و يساهم في إثراء النقاش عن الجسد والثقافة ، وتقوية الفهم بين الثقافات المختلفة .